المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2012

صحي بتملا عيني و تشرف غناي

منذ أن طرق أذني الخبر الذي شق على الناعي حمله، و صعب على المستمع إستيعابه، منذ تلك اللحظة التي أعلنت غياب الهرم الأكبر، و بدون أي ترتيب داخلي و بلا شعور مني وجدت نفسي أردد: (في حضرة جلالك يطيب الجلوس،،، مهذب أمامك يكون الكلام)، لازمتني هذه العبارة بشكل هستيري و تعالى هتافها في داخلي منذ لحظة النعي و حتى وجدتني و أنا أقف بوجوم و عيناي دامعتين أمام الجسد المهيب في مثواه الأخير، كان الحزن يشغلني عن الحشد المندفع ليلقي النظرة الأخيرة على الفرعون الراقد في سكون و صمت و هو الذي طالما ملأ الدنيا طرباً و إبداعاً و حباً و وطنية، و ما كان يسرقني من تلك اللحظة الرهيبة لكي أفيق من ترديد هتافي الداخلي: (في حضرة جلالك... مهذب أمامك) غير أن يتعالى هتاف من هنا أو هناك يحي وردي و يهتف بإحدى أغانيه الخالدة في الوجدان، أو يدفعني أحد المتدافعين الذين يحاولون الوصول إلى الصفوف الأمامية ليودع فناناً نُثِرت عليه الألقاب التي تمجده و تعظمه، و برغم ذلك خلد إسمه مجرداً هكذا (وردي)، برغم بريق تلك الألقاب و قوتها التي تحكي قصة حياته و مواقفه و تصور وقوفه منحازاً إلى شعباً ألهبته ثوريته فألهب وجدانه و ت...

شان الحاجات تبقى كويسة

صورة
شان الحاجات تبقى كويسة غناء: طارق أبو عبيدة كلمات: فيصل محمد صالح

العزلة،، صباح سنهوري

صورة
الجو حار، حار جداً وخانق. لا يوجد شيء سوى هذه الطاولة التي أنام عليها، هنالك أربعة أبواب لهذه الصالة واثنتا عشرة نافذة. هذه الصالة على شكل مستطيل، يوجد في كل ضلع باب، في الضلعان القصيران توجد نافذتان بحيث يكون الباب بينهما، وفي الضلعان الطويلان توجد نافذتان يسار الباب واثنتان عن يمينه . البلدة خالية، تماماً، إلا من صوت أفكاري الشاردة مني حتّى الغضب. وحدي أنا في الصالة، وحدي أنا على الطاولة، وحدي أنا في البلدة، وحدي أنا من لا يشتهيه الموت. متمدِّدٌ على الطاولة الخشبية التي أوشكت خلايا نخاعي من البناء عليها ومن ثمّ الاندماج. النهوض يتطلب مني جهداً جباراً، فهو يشبه إلى حدٍّ كبير انسلاخ الثعبان عن جلده. أحاول جاهداً النهوض. (والآن، تُرَى أين وضعت الصندوق؟!. إنه بالخارج حتماً). خرجت من الباب الذي يقع في إحدى الضلعان الطويلان فالطاولة تقع في منتصف الصالة، لذا، فكون الخروج من أحد البابين اللذين في الضلعين القصيرين سيضاعف مقدار الجهد الذي أبذله . في الخارج، كان الجوّ حاراً كما في الداخل تماماً، ها هو الصندوق قابعٌ بالقرب من الباب؛ لست أدري من أين أتى، كل الذي أعلمه أنه، منذ أن بدأت ألمل...

حبيبتي عابرة

صورة
عبرت بذاكرتي ذات حنين و هيام، فجال في خاطري أن الحبيبات كلهن عابرات: فحبيبة تعبر بك، و حبيبة تعبر إليك و حبيبة تعبر منك. فالحبيبات: عبور و عَبرة و عِبارة. ليس أجمل من أنثى تطلق رغبتك في التعبير، و تشعل قدرتك على الكتابة بعد أن خلتها قد إنزوت و انطفأت بفعل الخمول القاسي الذي لازمك زمناً باهظاً، تتملكك رغبة حارقة في البوح و إطلاق العنان للحروف التي صارت مقيدة إلى أصابعك، لتكسر ذلك النمط الخجول و تغير القواعد الروتينية لحياتك! تغيرها جميعاً بفعل إمرأة!  نعم إمرأة! فكل أنثى لها القدرة على فعل شيئ سحري في حياة رجل ما، فعل لا يستطيع ذاك الرجل مقاومته و لا عجب، فبعض النساء لديهن قدرة مدهشة، لست أبالغ إن أسميتها كرامة كما يعبر الصوفيون و هم يتأملون و يسلمون بذلك التأثير غير المرئي للأولياء و الصالحين و قدرتهم على فعل شيئ خارق لطبيعة الأشياء، لا تعقله قوانين الفيزياء و لا تفسره دروس المنطق! العلاقة بالأنثى (و هي هنا أنثاك على وجه الخصوص)  علاقة نفاذة تخترق مكاناً ما في دواخلك لم تكن تدري بأنه موجود قبل أن تنفذ تلك الأنثى بقوتها الفاتكة في حياتك، فلا تستطيع لها صداً أو منها فكا...