السبت، 7 أكتوبر 2023

سنعود حتما

 الظالمون سيذهبون لا لن يعودوا من جديد

إن عادوا عدنا للهتافات، الشوارع والنشيد

وها هم قد عادوا يرتدون ملابس الحرب ويصعدون على ظهور التاتشرات والطائرات.


لا للحرب ليست موقفا محايدا كما يدعي المزايدين، وهي ليست موقفا سلبيا أيضاً كما يفترض الذين يرون أنه لابد من الوقوف بجانب ودعم (أحد طرفي الصراع)، لأن أفكارهم وتصوراتهم الثنائية تعتقد أن هذه المعادلة تقتصر على طرفين فقط سالب أو موجب، هلال أو مريخ، خير أو شر، إما أبيض أو أسود، وفي هذا التبسيط المخل يرون أن الخيارات تتوقف على أن تختار واحدا من الطرفين، وأنه لا مجال للتهرب من أحد هذين الخيارين، وأنه لابد لك من الوقوف إلى أحد الجانبين ليتم تصنيفك وتصنيف موقفك الوطني. 

لا للحرب ليست هي الحياد، فأنت عندما تقل لا للحرب فأنت تقف ضد المتنازعين على حد سواء لأنك ترفض ما يفعلانه من تقتيل وتشريد وتدمير وتهديم، وما يقومان به من صراع على حساب حياتنا وأرواحنا وأرضنا ووجداننا، لا للحرب تقول بكل صراحة بأنها ضد الحرب كوسيلة لحسم الخلافات، هي ببساطة ضد الطرفين (الذين هما في الأصل طرف واحد منشق على نفسه) هي ضدهما لأنهما ينتهكان حقنا في الحياة الآمنة والكريمة.

لا للحرب ليست دعوة لوقف الحرب فقط، بل هي في أصلها وصميمها رفض للحرب، هي موقف من الحرب نفسها كوسيلة لحسم الصراع حول السلطة أو حول كيف تُحكم البلاد أو من يحكمها أو حتى كيف يحكمها، إن الصراع حول السلطة يجب أن يحسم بالوسائل السلمية والطرائق المدنية المتحضرة، الوسائل السلمية التي يجب أن نضع فيها تصوراتنا حول مسائل ظلت تعيق تقدمنا كأمة ودولة عبر مسار تاريخنا الحديث، هذه الوسائل تقف الديمقراطية على رأسها، فالديمقراطية عبر الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لتداول السلطة سلميا. ليس المطلوب هو وقف الحرب فقط، بل إيجاد إطار موضوعي يمنعها من أن تتجدد في السودان، وضع إطار فلسفي يشرح لنا كيف يمكن أن نتعايش جميعنا في هذه البقعة التي تئن وتشتعل الآن، وقف الحرب يتطلب وضع رؤية واضحة نتفق حولها جميعنا لتوقف معاناة السودان والسودانيين وتوقف معاناة العالم. 

هذا الإطار الفلسفي يحتاج منا لفهم طبيعة هذه الحرب وكيف نشأت ومن هو المسئول عنها ولماذا أشعلها؟ في الرؤية المفهومة أن من أشعلوا الحرب هم الكيزان، هي محاولة منهم للإنقلاب على الثورة المدنية السلمية التي تحاول وتؤطر لبناء دولة مدنية ديمقراطية، وهي بالضرورة الإنقلاب الثالث الذي يقومون به ضد المدنية والسلمية، الإنقلاب الأول كان فض الإعتصام والثاني كان هو إنقلاب ٢٥ أكتوبر وبالضرورة هذه الحرب هي الإنقلاب الثالث لقمع ووأد ثورة شعبنا الظافرة، وهي بالضرورة حرب منكسرة وخاسرة كما خسروا في فض الإعتصام الذي شهد أسوأ أنواع القمع والقتل والترهيب وانهزم وانكسر كما انقلاب ٢٥ أكتوبر الذي فشل في كسر عزيمة شعبنا، هذه الحرب الخائبة مهزومة بالضرورة، تقابلها عزيمة رجال شامخين ونساء أبيات، شباب وشابات صامدون بكل الجمال المزروع في الدنيا، مواقف جسدها صمودهم وبسالتهم وقوتهم.

فهم طبيعة الحرب التي صنعها الإخوان المسلمين للتحايل على سلميتنا سيفشلها وسيسقطها، وواهم من يعتقد أن الإخوان المسلمين يقفون وراء الجيش فقط، فهم يقفون وراء مليشيات الجنجويد التي صنعوها لقمع شعبنا في دارفور، كما صنعوا مليشيات الدفاع الشعبي لقمع شعبنا في الجنوب، التي انقلبت ضدهم يوما لو تذكرون السائحون، فكل تجارتهم خاسرة ومنقلبة عليهم، كما ستنقلب عليهم كتائب البراء بن مالك من بعد، ولكن الوعد والأمل أن هذه هي المرة الأخيرة التي يصنعون فيها مليشيا يقمعون بها إرادة شعبنا. فمليشيات الجنجويد هي من نفس المنبع الذي نبعت منه مليشيات الدفاع الشعبي وهو نفس منبع كتائب البراء بن مالك، كلهم ولدوا وصنعوا من ذات المنبع الآسن والنتن.

هل ستعتقد مليشيات الجنجويد أننا سننظر لهم كحركة تحرر وطني كما كنا ننظر إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان؟ هل يعتقد محمد حمدان دقلو أننا سنراه كما نرى داوود يحي بولاد المخلص لجماهير شعبه؟ فهو إذن ينتظر أن نصدق الذئب الذي يرتدي ملابس الحملان أنه برئ، كما لا يعتقد الجيش الذي لم نرى منه إلا الإعتداء على حرية شعبنا في ١٩٥٨ و ١٩٦٩ و١٩٨٩ متدثرا بالأحزاب السياسية في كل مرة، صانعا منه غطاءا سياسيا له في كل مرة أن ننظر له نظرة المخلص الذي يريد إنقاذ شعبنا، فنحن لم نراه ولا لمرة واحدة طوال تاريخ الدولة الحديثة في سودان ١٩٥٦ إلا معتديا على الشعب وجماهيره، والأسوأ والأنكأ أنه كل مرة يضع طاغية أكثر جهلا وسفاهة وتفاهة من الذي قبله، فلا يعتقد البرهان أنه سيكون مختلفا عن البشير أو نميري أو عبود إلا أنه فاقهم في التفاهة والوضاعة.

فهم الإطار الموضوعي ووضع الإطار الفلسفي لوقف الحرب يكون بفهمها وفهم أسبابها ودوافعها هو ما سيوقفها ويمنع تجددها إلى الأبد.

يتبع… 

Stay tuned


الثلاثاء، 19 مايو 2015

مفروش.. تلجيم الثقافة والمعرفة


لطالما كنت مندهشاً ولا زلت من عداء الأنظمة الشمولية للثقافة والمثقفين، وكنت أعتقد أن هذا العداء هو وليد الصراع التاريخي بين "المثقف والسلطة"، كنت أفسّر هذا الصراع في إطار المواجهات السياسية المباشرة، عندما يأخذ المثقف موقفاً واضحاً من السلطة الحاكمة، وفي تاريخنا السياسي ما تضيق به هذه المقالة الموجزة لو حاولنا أخذ بعض هذه الأمثلة وتحليلها هنا، ولكن ما يهمّني هنا هو العداء الذي تظهره السلطة للمثقف، وأعني به هنا ضيق صدرها وتحاملها عليه ومحاولة تكميمه أو إستيعابه في جلبابها، حتى ولو لم يتّخذ موقفاً صريحاً ضدها، فهي تضيق به إن هو غرّد خارج سربها، وينقلب هذا الضيق إلى حالة من الغيرة إذا ما كان المشروع الذي يخطه المثقّف جاذباً للجمهور ووجد رواجاً بينهم، وتتحوّل هذه الغيرة إلى سلوك فتّأك تقوم فيه السلطة بالفتك بالمثقف الذي سحب منها الأضواء، وهذه الغيرة سببها أنّه يفضح السلطة ويعرّيها ويوضّح ضعفها.
تتستر الشموليّات في حربها عل المثقفين بذرائع شتى، تستند في الأساس على آيديولوجياتها أيّاً كانت، هذه الآيديولوجيات بما هي أنساق سلطوية تشرعن التفكير والممارسة فهي تضع المعايير أيضاً لما يجوز وما لا يجوز فعله، وهي المرجعيّة الوحيدة التي يبطل ما عداها، بل بالأصح تبطل ما عداها بفعل السلطة التي تستند عليها، وغنيٌّ عن القول أن تلك السلطة تمارس العنف بنوعيه المادي والرمزي بحسب ماكس فايبر، تشتغل السلطة لفرض آيديولوجيتها عبر عدة أدوات تتراوح مابين القمع عبر القوانين والسياسات واللوائح، وتتمادى حتى تصل لمرحلة الإستئصال المادي السافر، وفي كل هذه الحالات تضيع سيادة حكم القانون وتفقد السلطة القضائية إستقلاليتها، وتصبح السلطة التنفيذية هي المسيطرة والمتحكمة في كل شيئ، فتبتلع أجهزة الدولة والسلطتين القضائية والتشريعية، ويمكن تعميم هذه الملاحظة بشكل كبير على كل النظم السياسية الشمولية بكل أشكالها وآيديولوجياتها التي تستند عليها لشرعنة ممارساتها، وغنيّ عن القول أن الدولة السودانية في نسختها الإنقاذية هي أحد النماذج الصارخة التي تمثل نموذج سحق المثقفين والمبدعين، ومحاربة كافة أشكال الثقافات التي لا تتماشى مع التوجهات الرسميّة لآيديولوجيا الإنقاذيين الإسلاميين.
تبلورت آيديولوجيا الإسلاميين الحاكمين في إنفاذ المشروع الحضاري، وهو مشروع بحسب منظّريه يهدف إلى إعادة صياغة الإنسان السوداني، الأمر الذي يتطلّب هدم كل ما يخالف تلك الرؤية وإعادة بناءه بما يتماشى معها، فقامت معاول الإسلاميين السودانيين بإستهداف كل ما رأوه مخالفاً لرؤيتهم، ما يهمّنا هنا هو ما فعله هؤلاء في جانب الثقافة والإبداع، لقد شهد عصر التسعينات هجمة متوحّشة على التراث الثقافي والإبداعي بقصد محوه وإحلال تراث حضاري في مكانه، تمّ تدمير مكتبتي الإذاعة والتلفزيون السودانية بكل الإرث الذي تحملانه، تم تدمير وحرق الإسطوانات والأغاني التي تحمل غزلاً في العيون أو وصفاً حسياً مباشراً أو تلك التي تشبه الحب بالخمر، قام أحد المعاتيه بتدمير التماثيل الموجودة في كلية الفنون الجميلة بإعتبار أنها أصنام! كما تمّ تدمير المجسّمات التي كانت موجودة في الصواني الدوّارة في شوارع الخرطوم بما فيها تمثال الجندي المجهول، كما تمّ تدمير المسارح ودور السينما كما تمّت تصفية كل المعالم الثقافية والتاريخيّة بدقة متناهية! لقد قام الإسلاميّون بإزالة كل ألوان الإبداع وأحلّوا محلّها لونهم القاتم الوحيد، وهو لون ثقيل ومليئ بالكآبة والإحباط، لون يزيل الأغاني الفرايحية المليئة بالحياة ويركّب عليها أناشيدهم الكئيبة التي تحتفي بالموت، كما يزيل حديقة الحيوانات ويؤسس في مكانها برج الفاتح، التدمير الممنهج الذي أصاب الفنّان محمود عبدالعزيز يمثّل التدمير الذي أصاب الجيل الذي نشأ في عهد الإنقاذ، كما يمثل التدمير الذي يصيب الثقافة والإبداع في السودان.

تمادى الإنقاذيّون في غيهم لا يردعهم رادع ولا ضمير، في تصفية كل الرموز والمؤسسات والشخوص الثقافية والإبداعية التي لا تتماشى ومشروعهم الحضاري، وما الإستهداف الممنهج الذي تواجهه مفروش إلا حلقة صغيرة في هذا المشهد الضخم:
مفروش هو معرض لتبادل الكتب المستعملة، حيث يأتي باعة الكتب من جميع أنحاء الخرطوم لبيع وعرض كتبهم في ساحة إتنيه الشهيرة في الخرطوم أول ثلاثاء من كل شهر، معرض مفروش تمّ تأسيسه بتخطيط وتدبير جماعة عمل الثقافيّة وقد نال شهرةّ واسعة وسط الطلبة الجامعيين والمثقفين والمبدعين والقرّاء، وتطوّر المعرض وأصبح يضم فعاليات موازية فشكّل مهرجاناّ ثقافياً صغيراً حاز على إهتمام الجمهور والإعلام، وشكّل فعالية إجتماعية صارت بارزةً مساءات الخرطوم الكئيبة، يوفّر مفروش طائفةً واسعةً من عناوين الكتب بأسعار مناسبة لروّاده، فمن كتب البنيوية والتفكيكية والألسنيات وحتى كتب التاريخ وإدارة الأعمال والكتب الإسلامية وكتب الأطفال والروايات من الأدب اللاتيني وحتى أدب الشرق الأدنى، يمثّل تنوع الكتب التي توفّرها مفروش تنوع كافّة أمزجة الجمهور المختلف في أعماره وتصنيفاته والتي اختبرها باعة الكتب جيّداً فتخصّصوا في توفيرها له بكافّة السبل. والحال كذلك من المتعذّر بل من المستحيل إحصاء عناوين الكتب المعروضة في معرض يقام بهذا الشكل العفوي، إذ أنّ مهمة منظمي المعرض وهم جماعة عمل هو توفير الساحة وتجهيزها وتنظيمها بالشكل اللائق الذي يسهّل مهمّة العارضين في العرض وللجمهور التجوّل بحريّة حسب المساحة المحدودة والمتاحة، فمجرّد التفكير في إحصاء هذه الكتب يعتبر أمراً شاقاً، وهو الفكرة الشيطانيّة التي تفتّقت عنها ذهنيّة مجلس المصنّفات الأدبية والفنيّة الإتحادي لأجل تعطيل المعرض الذي يغذّي عقول الآلاف من المتابعين ويلهم أمثالهم عشرات الآلاف.
بتاريخ 3 مايو وعلى صفحتها على الفيسبوك نشرت جماعة عّمل الثقافية منشوراً تعتذر به عن إقامة العرض في تاريخه، جاء في ذلك المنشور: "تُعلن جماعة عمل الثقافية عن تعليق معرض مفروش لبيع وتبادل الكتاب المُستعمل الذي كان مقرراً له الثلاثاء القادم 5 مايو 2015م ، وذلك بسبب تصاديق طولبت بها الجماعة من قبل السلطات صاحبة الإختصاص مٌتمثلة في إدارة المصنفات الأدبية والفنية ولاية الخرطوم وتصديق آخر بقوائم الكتب المعروضة من مجلس المصنفات الأدبية والفنية الإتحادي ، كما أننا لم نتمكن أيضاً من إستخراج تصديق وزارة الثقافة لإقامة معرض مفروش ، التصديق الذي كان كافياً طوال الثلاثة سنوات الماضية من عمر المعرض ."

إن العنت والتحدّي الذي تواجهه مفروش ليس فريداً من نوعه، هو نتاج خبرات متراكمة من الممارسات السلطويّة تدجّجت به الإنقاذ خلال 26 عاماً من ممارسة القمع، وليس علينا أن نحبط كلّ مرّة وكأننا نواجه الأمر لأول مرّة، فعلى النقيض من ذلك علينا أن نرى ما يحدث على أنه ممارسات متسقة في إطار السياق العام، يفترض الأمر أن تجزئة القضايا بعزلها عن سياقها العام يؤدي إلى نتائج ضارّة دوماً، يكسبنا التعامل مع القضية في إطار سياقها العام فهماً شاملاً لها، وبالتالي التعامل بالصورة الصحيحة معها، وحسناً عملت جماعة عمل بالإعتذار عن قيام المعرض في مواعيده المحددة، فالحرب التي قرّر مجلس المصنّفات الأدبية والفنية ضد مفروش هي حرب ذات طابع قانوني ولكنّها ذات طابع فكري ومفاهيمي، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، فالقانون الذي يستند عليه المجلس هو قانون سلطوي يميل إلى الرقابة والمصادرة والحظر والتحكم ويعتبرها الأساس الذي يستمد منه قوته، و يمكن قرائتها في حيثيات بيان مجموعة عمل أعلاه، فالمطالبة مجرّد المطالبة بأسماء عارضي الكتب قبل قيام المعرض نفسه يعتبر تعجيزاً فما بالك وقوائم الكتب كلها، في معرض هو في الأساس مهرجان شعبي ويقوم على أساس عفوي وبمبادرات جماعية (يمكن أن تقرأ جمالية أيضاً) من المهتمّين والقائمين على المعرض. أقول قولي هذا وأنا أكثر يقيناً أن خوض المعارك في أرض القانون لوحدها عراك خاسر، فالقانون (وأقصد مطلق كلمة قانون في ظل المشروع الحضاري) قانون متحيّز ومتعسّف في نصوصه وفي تطبيقه من قبل الجماعات القائمة على تنفيذه، ويكفي شاهداً أن كلمة السلطات التنفيذية فيه تعتبر كلمة نهائية، وهو الأمر الذي يجب أن يكون بيد القضاء (المستقل طبعاً)، ولكن حتّى يأتي ذلك اليوم فعلينا خوض الصراعات الفكرية في مواجهة عسف السلطة وليس الصراعات القانونية فقط، غياب وتغييب الكثير من المؤسسات وعلى رأسها إتحاد الكتّاب السودانيين تكفي كشواهد في هذه المسألة، وما تغييب مفروش إلا حلقة في تلجيم دوائر المعرفة والثقافة ويستمر العرض.



السبت، 13 سبتمبر 2014

رساله من الشاعر مختار دفع الله الي المواطن ابراهيم الشيخ

داير اكتب عن معاني
وعن قيم باذخه ومهولا
وعن نفوس بالعز أبيه
جسدت معني البطوله
واحكي يا (ابراهيم ) صمودك
وكيف بقيت رمز الرجوله
زي جبل شامخ موتد بالشجاعه
لا السجون القاسيه ممكن
ليكا بتبدل قناعه
لا المنافي الحافله بصنوف البشاعه
لامقريات الدنيا بي زيفا ومتاعه
يوم تهز شعره في ثيابك
وتمشي تستجدي الشفاعه
بل صحيفتك في سجونك
كل يوم تذداد نصاعه
ومن صمودك نكتب التاريخ لاجيالنا الجديده
ونبقي نستلهم جسارتك لي طموحاتناالبعيده
وتبقي للوطن البشاره وشمعه للافراح تقيده
والشموس باكر بتشرق من جبينك
والاماني الوارفه تنبت من يقينك
والسواعد بكره تمتد وتعينك
وتبقي رايه عليها تلتف السواعد
لي وطن بي خيرو واعد
والاراده العاليه ديمه
والمبادئ الليها قيمه
عاده صبحت ليك وشيمه
لا رضيت في يوم تساوم
لا وهت فيك العزيمه
والله يا ابراهيم عوافي
الأمل باكر بوافي
ويطرد احزان المنافي
وتبقي في تاريخنا ملهم
لي حلم اصبح خرافي
والله يا ابراهيم عفارم
والله ياابراهيم عوافي
صديقي ابراهيم الشيخ :-
(قولي كيف امسيت دمت رايق ودام بهاك مشمول بالنظام )
خليل فرح
قد نختلف أنا وانت علي المنهج والوسيله والرؤيه اما الغايات النبيله فنحن نقف سويا" تحت رايتها فالطرق وان اختلفت لامحاله تلتقي علي مشارف الوطن لكن ما اجمع عليه الشرفاء في بلادي يتمثل في انك اعدت لذاكره الانسان السوداني صوره من الصمود والبساله والتضحيه والثبات علي المبدأوالذود عن الرأي بعد ان غابت شمس هذه المعاني الرفيعه عن فضاء السودان فكسبت انت رهان الشرفاء عليك اذا استمسكت برأيك فكسبت الاحترام والتقديرلن تركن لاعتذار تنال عن طريقه الخروج من محبسك مما اعطي البشاره بان ارض السودان لايزال رحمها ولود يهب صناديد الرجال من الاشاوس الرجال الرجال في زمان عزت فيه الرجواله ،،،
صديقي ابراهيم دعني اقف أحترما" لموقفك واحني له هامتي وان اختلفنا في الفكر والرأي
اخوك مختار دفع الله
شاعر سوداني لم يلتقيك مسبقا"لكنه رأك في سوح المواقف الزاهيه النبيله
اغسطس 2014 م




 
إبراهيم الشيخ عبدالرحمن رئيس حزب المؤتمر السوداني

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

قصيدة الحياة



قصيدة الحياة

                                                      عاصم الحزين     


للشرفاء:
محمد صلاح/ معمر موسى/ تاج السرجعفر... وآخرين منّا في زنازين النظام.
تعرفوا:
ثمة غفوة هى الفرق بين مراقبة حلم يتفتّح كزهرة في حقل ملئ بالشوق لدسامة البُكره المتَسِع لنا جميعاً، والشوك المُعطِّل لحاسة الفقد والبصيرة والصحو، ثم انتقادنا لواقع نستسلم له
.
(يا أوهارا الشيلي.. يا محجوب ود مريم..يا عبد الخالق محجوب)
.



.
يا مُعتَقَل
وسَجّانَك حَمَاك الفِطرَهْ
أن تَعارِض
ضِدَ تِلك الفِكرَه
أن كيف لا تَعيش زُولاً عفيف
وتَصادِم البَابَاكْ
أن تَحِن للعَدل والمُوسيقى
والوَطَن المُناسِب
ضد أدلَجة الحياة بالأسلَمَهْ
نَاس تصادر حقّنَا في الأغنيات
ثُم أعرفو يا محمّد يا معمّر وابنجعفر
عيدنَا رَاجِع
حين نَركض
نحو تلك الإشتهاءات للوطن
والطريق للثورَه طَرّانَا المَواجِع
واحنَا إحنَا
يانَا ذاتنَا
نَاس نَضيفين
والسِجِن في الأصل مِحنَه
السِجِن علَّمنَا نَوعَى
نَخطو رغم الكَتمَه
في جِهة الشُموس البَاقَّه فينَا
ومَا حَنسكُت
لمَّا نسقُط في القصيدهْ
ننكَتِب جَرحَى ونَعانِي
ومَرَّه في كُل الشَوارِع
ننهَزِم صَرعَى ونَصارِعْ
نَندَه الوَعى المُقيم
نَنتَبه لي عُمرَنَا الفَايِت بسرعَهْ
زَيِّ شَمعَه
إستغلَّت أوضَه ضَلمَه
وابتَدَت لُغة الحيَاة
رِحلة التَغيير ودَابَتْ
إنتَهَت في التَوْ بسُرعَهْ
ما بيفيد الثَورَه نَلبِد
أو نَلبِّد لَهفَة الذَات
للمواجَـــــهـــــــــهْ
المُقاوَمَه فِعلِ مُبدِع
وكُل يُوم تَاكتِيك جَديد
لازِم نَحدِّ لينا عِيد
ثم نَصبُر ثم نَصبُرْ
والعَمَل صاح في الخَلايَا
والمَسادِير المَزَامِير
يَبدَا يَنمو الريد بسُرعَه
تَنتَبِه كُل القَصايد للمَكايِد
ونَقرَا في حُضن الجَرايد
فِكرة العَادِي المُخيف
كيف حنتسَاوَى ونَقيف
عّدلِ عَادِل
إخوَه عَادِي
وأبنَقيِّل جَم بَعض
رَصَّة حنين
مِن عِمَاد وَد أمَِي خَدَرَه
للحَريف جَاغوَار
وأم الفُقرَا في تِلك الأبيِّضْ
ثُم نِتخَاوَى
ونونِّس غَلَّة الشُوق
الوَعِي الفِكر المُهندّم..
يامحمّد يامعمّر وابن جعفر
ضَرَبَك ضَرَبَك
وقَايِل هّزَمَك
كم أرعبتو
صامِد جامِد
وشَايِل كَفَنَكْ
ما بِتخلِّي حَنينَك مرَّه
أن سُودَان الحُب يِتعلَّى
وَطنَك وَطنَكْ
ولَو ضَو عين يامحمد وَلَّى
إنتَ العَارِف
صَارِف جِتَّة بَدَنَك زِلَّه
شَان الوَطن الفِيك كَم طَلَّ
في مُعتَقلَك
إنتَ وإنتُو
فَخراَ بِنتُو
حنمشي الخَطوَه الألف الألف
نبسِط ضَو الغيمَه نَعلِّي
كيفنَّك يا صَابر كيف
ولَوْ عِندَك صُوت رسمَه في جمبَك
أرتِق حالة أمَّك شُوق
زينب قَالت وَصفَك وطَنَك
وَطنَك وَطنَك
أوعَاك تَقدِل ضد الوَصَفَك
أمَّك أمَّك
ورَاجيك شارع
كَم رَاجيكم
أن سنَواصِل من دون فاصِل
نَوصَل بَاكِر
الكَم شَاطِر
يا أوهَارا الشيلي
يا محجوب ود مريم
يا عبد الخالق محجوب.

عاصم الحزين/ الخرطوم/ يونيو 2014

الاثنين، 17 فبراير 2014

عن فيديو الراعي السوداني

فيديو بسيط يظهر فيه بعض الشباب الخليجيين الذين يحاولون "جر الهواء" براعي سوداني، تتداوله أيدي السعوديين حتى يلتقطه أحدهم يرفعه على مواقع التواصل الإجتماعي بعد أن يضع عليه تعليقات تشرح لغة الشاب لمن لا يفهمونها، يبدو أن حوار الراعي مع هؤلاء الشباب قد وقع لمن رفعه في جرح فهو يتطابق مع حديث منقول عن إبن عمر يختبر فيه أمانة "رويعي مملوك"، فيقوم أحدهم بإستخدامه بما يخدم خطاب و آيديولوجيا الجماعات السلفية، و هذا واضح من التعليقات المكتوبة و يتبعه وعظ صوتي لشيخ يبكي و هو يخطب في جمع و هو يحكي لهم قصة إبن عمر، بحيث يربطها ربطاً مباشراً لتثبيت و تدعيم القوالب السلفية بما يموضع الموقف المشاهَد على الفيديو في إستحضار نموذج ابن عمر الذي يمثله هؤلاء الشباب الجالسين على عربتهم الفارهة، بينما يمثّل الراعي السوداني نموذج الرويعي المملوك، و إن لم يكن راعينا مملوكاً لكي يلقى جزاءه في الدنيا حريّة فقد لقيه جائزة تساوي عشرين ألف ريال. و بهذا فإن المؤسسة الوهابية المشتغلة على سلفنة المجتمع في إستحضار ما غاب عنه من قيم، و ما تسعى لتكريسه من أخلاق تمثّلتها في هذا الراعي، أخلاق تمثل صميم خطابها مثل الأمانة و الخوف من عذاب القبر و العقاب الأخروي و مخافة الله.



يصل الفيديو لأيدي السودانيين الذي يرون فيه ما اندثر من أخلاقهم التي ضربتها معاول الهدم و التخريب في زمان الإنقاذ، و لا يخفى على عينِ مراقبٍ الخراب الوجداني و القيمي الذي يحيط بنا، و كيف أن مجتمعاتنا السودانية صارت تعيش في أزمة كبرى كونها صارت أسيرة لهذا الواقع المهزوم و المأزوم في سياقنا الحاضر. فيبدو أن الفراغ الروحي و النفسي الذي يملأ حياتنا، و الكآبة التي نقبع تحتها في جحيم و وطأة الضغوط الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية، جعتلنا نتماهى بصورة غريبة مع فيديو الراعي السوداني المشهور، فدُبّجت المقالات و انتشرت التعليقات في كافة وسائل الإعلام، بصورة تجعل الناظر إلى حالنا يشعر بالرثاء و الشفقة علينا و على ما آلت إليه أمورنا، للدرجة التي جعلتنا نبكي أخلاقنا الضائعة و قيمنا المفقودة و مجدنا المندثر، هكذا صارت حياتنا و أخلاقنا و ما نفتقده وقفاً على هذا الشاب الذي أنقذ ما تبقى من "الزمن الجميل!" و أعاد لنا الأمل في أنفسنا] بكل هذه البساطة!![  ألسنا ندعو للشفقة حقاً؟
خلاصة ما أريد قوله أن الإحتفاء بقيمة تصدر عن فرد أو مجموعة أفراد فهذا يعني غياب تلك القيمة عن المجتمع، فلا يعقل الإحتفاء بالصدق في مجتمع كله من الصادقين، بل الطبيعي أن يستنكر الناس الكذب لأنه غريب عليهم! إن أولويات الأخلاق ترتبط إرتباطاً مباشراً بدرجة الوعي و التقدم الإجتماعي، لقد سبق و أن حكيت للكثير من أصدقائي كيف
 أني رسبت في مادة اللغة العربية في سنتي الجامعية النهائية لأنني جادلت أستاذة المادة عن مفهوم مكارم الأخلاق، لأنه من الواضح أن مفهوماً مثل الكرم لا يمكن أن يكون قيمة أخلاقية في مجتمعات الرفاهية و العدالة الإجتماعية، كما أن قيمة الشجاعة لا يمكن أن تكون مهمة في مجتمعات آمنة و خالية من العنف! لهذا فإن إهتمامنا بقيمة مثلا الأمانة يوضح درجة الإنحطاط الأخلاقي و الإجتماعي التي وصلنا إليها.

أنا لا أتعامى عن أمراضنا الإجتماعية و عن الأزمات التي تحيط بنا، و لكنني أعتقد أن هنالك أولويات قيمية لمجتمعنا تستحق الإلتفات إليها بصورة جادّة، مجتمع عنصري، عنيف، يمارس التمييز ضد النساء و ضد المختلفين عرقياً و دينياً، تصل درجات التسامح و قبول الآخر فيه إلى الصفر، مجتمع يعاني من الفساد و التخريب المنظم، يفتقد القيم الأساسية لعالم اليوم: قيم حقوق الإنسان و القيم التي تحتفي بالكرامة البشرية، إن هذه الحادثة مؤشر خطير ليس على درجة التردّي الأخلاقي التي نعيشها بل هو مؤشر أيضاً على إختلال أولوياتنا في تعريف القيم الأخلاقية التي نحتاجها، هل وصل بنا الإنحطاط هذا الدرجة المريعة بحيث أننا تفتقد شيئاً هو من أبجديات الأخلاقيات المسلّم بها، حتى أنها لم تكن محل تساؤل و بحث ناهيك عن أن يحتفي بها الناس بهذه الصورة؟