المشاركات

عرض المشاركات من 2012

شوقك فضحني

صورة
أنا لا أحتاج إلى نساء لا أشتاق لنساء فقط أشتاقكِ أنتِ إذن أنتِ قد تعرفين ما أعني أنني لا أشتاق معنى الأنوثة بل أشتاق طعم الإنسان و لأنك تحققين ما هو الإنسان في ذاتي فأنا أشتاقكِ أنتِ لا أشتاقكِ جسداً بل أشتاقكِ تواصلاً قد يكون هنالك بعض الكفر فيما أقول كفر بكل الذي توارثتيه عن آبائك، عن أجدادكِ و عن دينكِ و لكنه إيمان جديدٌ بكِ فقط أعيدي النظر في ذاتكِ و ستعرفين معنى ما أقول ما أقولهُ هو أنكِ تحبين العصافير و تعطينها طعماً مختلفاً مختلفٌ جداً عن هذا الذي قالهُ أبي أبي – رحمة الله عليه -  علمني أنّ للعصافير صوتٌ جميل و لكنني وجدتُ أنّ صوتكِ أجمل أصرفي إذن بعض الوقت و غني لي غني لي و لو عبر هذا الهاتف الذي تضنين به علي غني بصوتكِ البديع ذلك الذي لا أسمعه إلا عندما تمنحين الشتاء بعض دفئك غني لي أغنيتكِ المفضلة ... ليست لكِ أغنية مفضلة؟ نعم أعلم هذا !! أعلم أنني أغنيتكِ المفضلة و لكنكِ تكابرين سأجاري هذا الكبرياء الذي يرهق نَفَسي المحدود نفسي محدودٌ جداً فأنا مجرد بشر يا هذه الآلهة ملاحظة على الهامش : كتبت هذه الرسالة في ليلة ل...

رسالة الدكتور جون قرنق إلى الصادق المهدي

صورة
السيد الصادق المهدي  رئيس حزب الأمة، ورئيس الوزراء السابق كان علي أن أدع عدم التصديق جانباً وأنا أقرأ خطابك بتاريخ 22 ديسمبر 1991م، والذي وزعته للرأي العام قبل أن أتسلمه أنا.. ومن الواضح أنك قصدت من هذا الخطاب أن تقدم عرضاً للجمهور، وطالما كان هذا هو قصدك، إذن فليكن كما تريد. لقد جاء خطابك متناقضاً ومرتبكاً، ومجافياً للحقائق، وحمل قدراً كبيراً من الادعاءات والمزاعم الكاذبة، وأعتقد أنك كنت تعرف أنني لا يمكن أن أترك مثل هذه الرسالة تمر دون رد، لقد سعيت إذن وعملت من أجل هذا الرد المستحق. لقد استهللت رسالتك بأكاذيب صارخة عن دور حزبك، فقد قلت: «لقد اعترفت قيادة حزب الأمة منذ عام1964م بالعوامل السياسية والثقافية والاقتصادية في الأزمة السودانية التي عكستها الحرب الأهلية..» لقد كنت رئيساً للوزراء، مرتين منذ عام 1964م، ولم تتح الفرصة لأي زعيم سياسي أو حزب سوداني مرتين خلال تاريخنا الحديث لتصحيح الأوضاع في البلاد، وبددها، مثلما فعلت. وحقيقة، لو كان ما ذكرته صحيحاً، لما تورطت البلاد في حربين لعينتين.. إن الشعب السوداني لا يعاني من فقدان الذاكرة.. وهو يعرف حقائق التاريخ. وطالما اخترت...

جورج طرابيشي:بسبب اسمي فشلت أن أكون مناضلاً عربياَ

صورة
1 - كان أول فشل لي في حياتي مولدي. فقد ولدت في أسرة عادية، وكنت أتساءل في أول خطواتي التفكيرية (وأنا طفل) لماذا لم أولد من أسرة نبيلة أو أميرية، ثم اكتشفت بعد سنوات عديدة، وأنا أطالع كتابات سيغموند فرويد، أن الأطفال الذين يحلمون بالولادة من أسرة وهمية أنبل من أسرتهم الفعلية، هم الأطفال المرشحون الأكثر من غيرهم للتثبيت في العقدة الأوديبية. 2- ثاني فشل في حياتي هو اسمي. فقد ولدت عام 1939م، وفي حينه كانت سورية قد بدأت تشهد نضوجاً للوعي القومي، تمثل فيما تمثل في إقدام الأسر على تسمية أبنائها بأسماء عربية لا تدل على انتمائهم الديني أو الطائفي، فضلاً عن أن تعريب الأسماء كان شكلاً من أشكال المقاومة للمستعمر الفرنسي، وبالفعل، فإن أبي الذي كان على صلة ما بالحركة الوطنية سمى جميع أخوتي بأسماء عربية: سمير، وجلال، وفائز. إلخ، باستثنائي أنا، وحين سألته عن السر في ذلك أجاب: أنت ابني البكر، وكان لابد أن أسميك باسم جدك. فهذا تقليد لا يمكن أن نشذ عنه.وبالفعل، فقد بقيت أتألم من اسمي، بوقعه الأجنبي ودلالته الطائفية، حقبة مريرة من الزمن. ثم بدأت أتصالح معه عندما اكتشفت أنه من أصل يوناني، وأنه يع...

صحي بتملا عيني و تشرف غناي

منذ أن طرق أذني الخبر الذي شق على الناعي حمله، و صعب على المستمع إستيعابه، منذ تلك اللحظة التي أعلنت غياب الهرم الأكبر، و بدون أي ترتيب داخلي و بلا شعور مني وجدت نفسي أردد: (في حضرة جلالك يطيب الجلوس،،، مهذب أمامك يكون الكلام)، لازمتني هذه العبارة بشكل هستيري و تعالى هتافها في داخلي منذ لحظة النعي و حتى وجدتني و أنا أقف بوجوم و عيناي دامعتين أمام الجسد المهيب في مثواه الأخير، كان الحزن يشغلني عن الحشد المندفع ليلقي النظرة الأخيرة على الفرعون الراقد في سكون و صمت و هو الذي طالما ملأ الدنيا طرباً و إبداعاً و حباً و وطنية، و ما كان يسرقني من تلك اللحظة الرهيبة لكي أفيق من ترديد هتافي الداخلي: (في حضرة جلالك... مهذب أمامك) غير أن يتعالى هتاف من هنا أو هناك يحي وردي و يهتف بإحدى أغانيه الخالدة في الوجدان، أو يدفعني أحد المتدافعين الذين يحاولون الوصول إلى الصفوف الأمامية ليودع فناناً نُثِرت عليه الألقاب التي تمجده و تعظمه، و برغم ذلك خلد إسمه مجرداً هكذا (وردي)، برغم بريق تلك الألقاب و قوتها التي تحكي قصة حياته و مواقفه و تصور وقوفه منحازاً إلى شعباً ألهبته ثوريته فألهب وجدانه و ت...

شان الحاجات تبقى كويسة

صورة
شان الحاجات تبقى كويسة غناء: طارق أبو عبيدة كلمات: فيصل محمد صالح

العزلة،، صباح سنهوري

صورة
الجو حار، حار جداً وخانق. لا يوجد شيء سوى هذه الطاولة التي أنام عليها، هنالك أربعة أبواب لهذه الصالة واثنتا عشرة نافذة. هذه الصالة على شكل مستطيل، يوجد في كل ضلع باب، في الضلعان القصيران توجد نافذتان بحيث يكون الباب بينهما، وفي الضلعان الطويلان توجد نافذتان يسار الباب واثنتان عن يمينه . البلدة خالية، تماماً، إلا من صوت أفكاري الشاردة مني حتّى الغضب. وحدي أنا في الصالة، وحدي أنا على الطاولة، وحدي أنا في البلدة، وحدي أنا من لا يشتهيه الموت. متمدِّدٌ على الطاولة الخشبية التي أوشكت خلايا نخاعي من البناء عليها ومن ثمّ الاندماج. النهوض يتطلب مني جهداً جباراً، فهو يشبه إلى حدٍّ كبير انسلاخ الثعبان عن جلده. أحاول جاهداً النهوض. (والآن، تُرَى أين وضعت الصندوق؟!. إنه بالخارج حتماً). خرجت من الباب الذي يقع في إحدى الضلعان الطويلان فالطاولة تقع في منتصف الصالة، لذا، فكون الخروج من أحد البابين اللذين في الضلعين القصيرين سيضاعف مقدار الجهد الذي أبذله . في الخارج، كان الجوّ حاراً كما في الداخل تماماً، ها هو الصندوق قابعٌ بالقرب من الباب؛ لست أدري من أين أتى، كل الذي أعلمه أنه، منذ أن بدأت ألمل...